روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | فراشتي.. الرقيقة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > فراشتي.. الرقيقة


  فراشتي.. الرقيقة
     عدد مرات المشاهدة: 4217        عدد مرات الإرسال: 1

حبيبتى.. ما أجمل أن آراكى كل صباح تتنقلين بين جنبات البيت بخفة ورشاقة، كما تتنقل الفراشات بين أغصان الزهور لتستنشق من ريحها وتتغذى عليهِ.

ولكنكِ مختلفة عن الفراشات فى شىء واحد، هو أنكِ من تعطى الزهور الرحيق.

وأنتِ من تتجمل الورود عند لقاءهِ، وأنتِ من تتمناكى أغصان الأشجار لتقفِ عليها، تناديكِ الشمس كل صباح لتقتبس من نوركِ أنواراً لها، ويناديكِ القمر كل مساء ليرى حسنْ جمالك ويستزيد منهُ.

ويتمنى السحاب أن يصبح وسادتك التى تضعين عليها خديكِ عند نومكْ.

وتتمنى الأمطار أن تصبح دمع عينكِ لحظة حزنك، فدموع الأمطار قطرات من الماء تتساقط على الأرض.

ولكن دموع عينيكِ لآلئ من نور تتساقط على خديكِ، ورموشكِ قد تبدو سكاكيناً تذبح قلوب كل من رآكِ.

ولكنى أراها مظلة يستظل تحتها من أسعدهُ الله بحبكِ لهُ، وعينيكِ الجميلتان ما هى إلا جوهرتان مبصرتان تجمّل كل قبيح تراه عندما تنعكس عليهِ نظرتك.

وقلبكِ الرقيق لا يحمل حقداً أو بُغضاً لأحد، تتعاملين مع كل من حولكِ بفطرتك السليمة التى لم تلوثها تجارب الحياة.

قد تبدوا هيأتك من البشر، ولكنَ صفاتك هى صفات الملائكة، روحكِ صافية ورقيقة كقلوب الطير.

أو كنسيم الربيع الذى يلمس خدودنا بكل حنانٍ ورقة دون أن يجرحها، عينى وأنتِ واقفة أمامها لا ترمش خوفاً من أن تُحجب عنها صورتكِ ولو لوقتٍ بسيط تعجز المعادلات الرياضية عن حسابهِ.

وقلبى خرج من بين ضلوعى ليسكن بجوار قلبكِ ويتقاسم معه النبضات، ويدى حرّمت على نفسها أن تسلّم على غيركِ من النساء، فقد كفانى الله بكِ عن جمال كل نساء الدنيا، فلم أعد أرى إلا جمالك.

وقد زرع الله فى قلبى حبكِ ليحرّم على حب غيرك، فلم يعد قلبى يشتاقُ لإنسانٍ كما يشتاقُ إليكِ، قد أبدوا مريضاً بحبكِ.

ولكنى من المرضى الذين لا يتمنون أن يتم شفاءهم من مرضهم، ولا يسعون إلى الذهاب إلى الطبيب ليصف لهم علاجهم.

فعلاجى نظرة من عينيكِ، وبسمة من شفتيكِ، ولمسة من يديكِ، فأنا من أحب الداء ولا يسعى لطلب الدواء، وقد يصفنى من يعرف حكايتى بكِ بالجنون، ولكنً هذا الجنون هو عينُ العقل.

ففى زمننا هذا تلاشت المشاعر من القلوب، ولم تعد موجودة سوى فى كتب الحب القديمة، فلا يستغرب أحداً منى عندما أرى مشاعر حقيقية وأتمسك بها.

أو عندما يهبنى الله حباً طاهراً ولا أفرّط فيه، فسأبذل قصارى جهدى لكى أراكِ سعيدة ومبتسمة.

ولو على حساب تعاستى، فأنا وكل ما فى مسخرّين لسعادتك، حتى لو كانت سعادتك ثمنها أحزانى وجراحى وشقائى طوال العمر.

الكاتب: حمدى رسلان